معاني بعض الألفاظ والمسميات الواردة ومعرفة دلالاتها ومعانيها
معاني بعض الألفاظ والمسميات الواردة ومعرفة دلالاتها ومعانيها
أمّا قولهم: (طهور. بدعق. محببه. صورة. محببة. سقفاطيس. سقاطيم.) هذه أسماء نُسبت للشيخ العارف بالله أبي الحسن الشاذلي رحمه الله ولها تكملة: (أحون قاف أدم حم هاء آمين)، ونُسبت بعده إلى بعض السادة الشاذلية، وزعم ناسبوها أنها كانت في دائرة من الدوائر التي رسمها الشاذلي وعدّوا لها أسراراً، ووضعوا الطرق في كتابتها وصنفوا فيها أبحاثاً.. وهذه الأسماء ليست أسماء لله كما يزعم البعض، وإنما هي بعض الكلمات التي نطق بها بعض المجاذيب وكان يقصد أن يقول إنّ الله مبتغى كلّ الأشياء وأنه ملتجأ الأرواح..
واعلم أيها الطالب للعلم أنّ اللغة السريانية هي لغة أرواح، ولا يزال الملائكة يتكلمون بها وكذلك بعضاً من الجن، وهي نوعان: لغة أحوال، ولغة تواصل، فأمّا لغة الأحوال فهي ليست حروفاً واضحة المعالم، بل هي بعض الأصوات الناتجة عن قوة الوارد (الحال) في القلب نتيجة النور الشديد الذي تضطرب معه الروح، فتُحدث في الجسم غيبة وتظهر على اللسان بعض الأصوات والحروف، فإذا سمعها أحد ظنّ أنها نوع من المسمّيات الروحانية وغير ذلك.. ولم ينطق بها إلاّ المجاذيب، ولم نرَ أحداً من المُتمكّنين من أهل الله سواء أكانوا سالكين إليه سبحانه أم كانوا من العارفين به من ظهرت عليه هذه الأمورأو نطق بها..
أمّا لغة التواصل فهي لغة لها حروفها وكلماتها ومعانيها، ولكنها تختلف في لهجاتها بين المتكلّمين بها، فتجد لغة الملائكة غير لغة الجن، وحتى اللهجات بين الجن تختلف من قبيلة إلى أخرى، وهكذا.. وممّا يُعجب له أنّ أهل الله الأفاضل إذا ما سمعوا الملائكة أو الجن يتحدّثون فهموا كلامهم، ولا يحتاجون إلى ترجمان.. وإذا خاطبتهم الروحانيات فإنها تخاطبهم باللغة التي يفهمونها، وهذا حقّ لا شكّ فيه، ولنا في ذلك حديث معراج رسول الله عندما عرج به خادم الوحي سيدنا جبريل الأمين ، فكان رسول الله يفهم كلام ملائكة الرحمن حينما استفتح سيدنا جبريل بالدخول، ولمّا سلّموا عليه وكلّموه.. وذلك أنّ الأرواح لا تقيّدها اللغات فهي تفهم جميع اللغات، وإلاّ كيف كانت ملائكة الحسنات والسيئات تكتب الحسنات والسيئات لأي شخص مهما كانت لغته، وكيف كانت الملائكة تعرف تسبيح بني آدم ودعائهم على أية لغة كانت..
فنحن لا نحتاج إلى اللغة السريانية أو غيرها ما دامت لغتنا العربية مفهومة حتى عند الأرواح الأخرى.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى: ما الذي يضطرنا إلى أن نخاطب الله سبحانه ونسبحه ونقدّسه بلغة لا نفهمها؟ ألا يعلم الله سبحانه كلّ لغة وكلّ حرف وكلّ صوت؟ هل كان رسول الله وصحابته يستخدمون تلك الأسماء والكلمات والطلاسم ليعبدوا الله بها؟ عجباً لأمرك أيها المسلم! تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيا سبحان الله!!
ويعتقد البعض أنّ بعض هذه الكلمات هي عزائم لتسخير الملائكة، فيتلونها ويقسمون بها على الملائكة، ظانّين زاعمين أنهم بذلك يُسخّرون الملائكة لقضاء حوائجهم.. ولعمري أنّ ذلك جهل فيمن اعتقد ذلك، لأنّ الملائكة رضوان الله عليهم لا يتلقّون تعليماتهم من أحد غير الله سبحانه، والله سبحانه لا يُؤمَر من أحد، فكيف لو كان ذلك بمجرّد كلمات لا يُعرف لها معنى أو مقصد.. يقول الله سبحانه: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ويقول سبحانه: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (.) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) فهم عليهم السلام أهل أمر وليسوا أهل نهي، وأمرهم لا يتلقّونه إلاّ من الله.. وليعلم هؤلاء الذين يستخدمون تلك الأقسام والعزائم معتقدين أنهم يقسمون على ملائكة الرحمن، أنهم لا يقسمون إلاّ على الجن وهذا لعمري حق لا شكّ فيه، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم آياته: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (.) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (.) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ)، ويقول الحق سبحانه عن أولئك الذين يستعينون بالجن ويستغيثون بهم: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)..
فليحذر أولئك الذين يعبدون الله بغير علم ويظنون أنهم على الهدى أنهم هم الأخسرون، يقول تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (.) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (.) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)..
وأمّا قولهم: (شقش ..شقموش ..نمو شلخ ..راعي المنخ ..أبا نوخ ..العجل ..الساعة) فهذه أقسام يقسمون بها على بعض ملوك الجن الأسود، ويطلبون منهم المساعدة.. وأبو نوخ هو ملك من ملوك الجن الذين لهم سطوة وهيبة عند قبيلته، وشقموش من المردة المشاغبين ويُعتبر من سفلة الجن، وهو جني كافر ويحبّ الأذى..
أمّا قولهم: (يا تمخيثا يا تماخيثا يا مشْطَبا يا بَطَرْشيثا يا شَليخُوثا يا مَثلَخُوثا يا صمد كافيا آهِيّا شراهِيّا آدوناي أصباؤت آل شَدّايَ)، فهذه كلمات تُنسب إلى الشيخ الفاضل إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه، ولا أعلم لذلك أصلاً، بل هو منها براء.. وهي استغاثة بأسماء بعضها سرياني وبعضها عبراني، وهذه الأسماء أُخذت عن بعض الجن اليهودي الذي كان يصاحبه بعض المشعوذين.. ومن يعلم هذه اللغة يعتقد أنها استغاثة بأسماء من أسماء الله لأنّ ظاهر بعضها معناه يا ملك يا حنّان يا ودود وهكذا، ولكنّ ذلك الجني الذي نطق بها وكان يعلّمها للمشعوذين كان يقصد بها الاستغاثة بملوك الجن.. ومن هذه الأسماء الواردة على سبيل المثال: (بطرشيتا) وهو اسم لعاهرة من عاهرات الشياطين، وهي من الزانيات اللواتي لا يتورّعن عن فتنة البشر لإغوائهم على ارتكاب الفحشاء، ومن وظائفها تزيين الرجال في أعين النساء وتزيين النساء في أعين الرجال، وهي من المقرّبات ذوات القدر عند إبليس اللعين، ومثلها (شليخوتا)، وهي ابنة وزير من وزراء إبليس ولها جيش كبير من الجنيات، أسأل الله لنا ولجميع أخواننا وأخواتنا الحفظ الكامل وأعاذنا من كلّ فحش ومنكر، آمين..
وكلمة (أدوناي) أصلها (أدونيم) بالعبرانية، ولكن (أدوناي) تقال للأنثى ومعناها الصاحبة، بينما (أدونيم) تعني الصاحب وتقال للمذكر.. وهذا الذي يعتقد الناس أنه اسم الله الأعظم (أدوناي أصباؤت آل شداي) ليس إلاّ استغاثة باللهجة العبرانية بملك الجن الكبير عندهم (ميططرون) وهو ملك ملوك الجن جميعهم، وأول ما قيلت هذه الجملة قيلت فيه تعظيماً وتبجيلاً، وبعد ذلك لمّأ وجدوا أنهم بمجرّد ما يستغيثون بها في طلبهم تُجاب مقاصدهم، عندها صار العوام يخاطبون بها الله ويدعونه بتلك الأسماء ظانين أنها اسم الله الأعظم.. وصار الدجالون والكذابون ينسبون تلك الكلمات لبعض الأولياء ليصدقهم الناس، وهكذا دأب المشعوذين والدجالين فهم ينسبون دجلهم وسحرهم إلى الأولياء الأكابر ليجعلوا لما يفعلون سنداً وليستجلبوا الخلق السذج حولهم ويستولوا على أموالهم وأنفسهم، وهذا ما يريده الشيطان وأعوانه.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً..
__________________
للكشف و العلاج أو السؤال حول المنتوجات الروحانية،
يمكنكم الإتصال بالشيخ برهتية على الجوال أو الواتساب :
يمكنكم الإتصال بالشيخ برهتية على الجوال أو الواتساب :
00212624699230
00212624699231
00212624699231